الازمة المالية مستمرة في جامعة القدس ولا حلول في الافق!

القدس - تقرير اخبار العالم  - بين مطرقة التزامات الحياة وسندان متطلبات العمل يعيش أكثر من 1200 موظف بين أكاديمي وخدماتي في جامعة القدس واقعاً صعباً نتج عن عدم انتظام صرف الرواتب، وبين مطرقة الاضرابات وسندان طلب العلم يعيش طلاب الجامعة واقعاً يهدد مستقبلهم، فصرف الراتب والاضطرار لإعلان الاضراب أصبحا متلازمين في ظل تعثر الموارد المالية للجامعة.

وبعد تفاقم الأزمة واعلان نقابة العاملين في الجامعة عن الاضراب، صرح د.سامر بالي أمين سر نقابة أساتذة وموظفي جامعة القدس لـ معا أن الاضراب اليوم جاء نتيجة عدم التزام الادارة ببنود الاتفاق وعدم صرف الرواتب المتراكمة عليها.

وأوضح د.بالي أن المشكلة قائمة منذ سنوات مضت، وقد تفجرت خلال الفصل الجاري لعدم ايفاء الادارة باتفاقها مع نقابة العاملين والموظفين في جامعة القدس، مشيراً انه ومنذ أكثر من 15 عاما لم يتقاض الموظف في جامعة القدس راتبه بانتظام، وبشكل كامل، وبالمقابل تزداد ديون الجامعة.

اتفاق عام 2006
وقال د.بالي انه وخلال عام 2006 جرى الاتفاق مع نقابة العاملين القديمة وادارة الجامعة بأن يتم صرف 80% من رواتب الموظفين بشكل منتظم، والمتبقي تكون مستردة، وذلك نظرا للظروف المالية للجامعة، وبقي ذلك حتى عام 2011، حيث طالبت النقابة من الجامعة بصرف الراتب كاملا لكافة الموظفين، وحينها طالب د.سلام فياض من الادارة بتنفيذ مطلب النقابة، على ان تقوم السلطة بتغطية الفرق، وبناء على ذلك اقترضت الجامعة من البنك العربي، لكن على ما يبدو لم تفي السلطة بوعدها، علما انه راتب شهري كانون الأول من العام الماضي وكانون الثاني 2013 لم تستطع الجامعة اكمال الراتب للموظفين، حيث صرفت جزء منه، كما لم يكن تاريخ محدد لصرف الراتب شهريا.

النقابة الجديدة
وأضاف انه ولدى تسلم النقابة الجديدة مهماتها مطلع العام الجاري، واجهت تراكمات السنوات الماضية من المشاكل المالية، وبعد حوالي 40 يوما من المفاوضات بين الادارة والنقابة الجديدة تم بتاريخ 23-2-2013، اجراء اتفاقية مع ادارة الجامعة تتضمن 23 بندا، أهمها صرف 80% من راتب الموظف من شباط حتى آب، مع تحديد سقف زمني لكل شهر (لغاية الخامس من مطلع كل شهر)، والانضام لصندوق التقاعد، وعدم توظيف موظفين جدد قبل اطلاع النقابة، اضافة الى الاطلاع على مصاريف الجامعة، وحينها أكدت الادارة ان الامارات تبرعت بمبلغ قيمته 30 مليون دولار للجامعة، وفور وصولها ستقوم الجامعة بصرف كامل الراتب شهريا اضافة الى الديون السابقة.

الاضرابات بسبب عدم الالتزام بالاتفاقات
وأشار ان أول استحقاق حسب الاتفاقية، كان يجب ان يتم في الثالث من اذار الماضي وهو تسديد 30% من راتب شهر كانون الثاني، وفي الخامس من اذار صرف 80% من راتب شهر شباط، وبسبب عدم صرفه تم الاضراب بتاريخ 4-3، لكن ادارة الجامعة قالت بأنها تريد صرف الراتب، وبعد يومين عاد الاضراب (في 6-3 ثم في 9-3) بسبب عدم صرف الراتب، وقد استمر الاضراب حتى السابع عشر من شهر آذار، وعللت الادارة عدم قدرتها على صرف الراتب بعدم منحها قرضاً من البنك العربي.

وأضاف :"في 17-3 تم صرف 80 % من الراتب، و30% ديون سابقة، وذلك بعد الاقتراض من بنك فلسطين".

وأوضح أنه تم تعليق الاضراب والعودة الى العمل في ذلك التاريخ، مضيفاً :"في الثالث من الشهر الجاري اجتمعت النقابة مع الادارة ممثلة بالدكتور عماد أبو كشك نائب الرئيس التنفيذي، والذي أكد انهم بانتظار حوالة دولة الإمارات بمبلغ 30 مليون دولار، وتجرى اجراءات تحويلها، وكحد اقصى سيصرف الراتب منتصف نيسان".

مستجدات نيسان الجاري..
وعن مستجدات شهر نيسان الحالي قال د.بالي :"في التاسع من نيسان طالب الدكتور سري نسيبة رئيس الجامعة مقابلة النقابة، والذي ابلغنا انه سيجري توقيع الاتفاقية مع الامارات في الخامس عشر من الشهر الجاري، مع امكانية تأخير صرف الرواتب، على أن يتم صرف راتبين فور وصول الحوالة">

واوضح ان النقابة اجتمعت بتاريخ 16-3 مع د.ابو كشك بعد توقيع الاتفاق حيث اطلعهم على الأوراق الاتفاقية التي تنص على صرف الامارات لمبلغ 10 مليون دولار (من أجل المشروع المتفق عليه)، ولدى استفسار النقابة عن المشروع أخبرهم ابو كشك، بأنه الاتفاق الذي جرى في 23-2-2013، وطالبهم ابو كشك ب48 ساعة لاخبرهم عن موعد صرف الراتب، وعليه تم اعلان اضراب احتجاجي في اليوم التالي(10- 4-2013)".

وفي ذلك الوقت اصدر ابو كشك بيانا قال فيه أنه من لم يلتزم بدوامه سيقطع كامل راتب شهر اذار، وقد اعتبرته النقابة تهديدا لها ولكافة الموظفين، وبسبب الخلاف الذي نتج، شكلت لجنة حوار من 5 عمداء كليات، وتم التوصل لتفاهم جديد بين الادارة والنقابة بأن تلتزم الادارة بدفع مستحقات شهر اذار قبل تاريخ 25-4، والالتزام باتفاقية 23-2، ولكن بسبب عدم صرف الراتب اعلن عن الاضراب يومي السبت والاحد الماضيين.

مستجدات الساعات الأخيرة..
وأضاف د.بالي :"مساء أول أمس الاحد عممت الادارة بيانا تذرعت فيه بأنه تم تحويل الحوالة الاماراتية الى بنك ابو ظبي، فيما لم يصرف الراتب وعليه فقد تم اعلان الاضراب يوم أمس الاثنين، حيث ارسل د. نسيبة كتابا لموظفي مكاتب الادارة طالبهم بالحضور الى الدوام حتى في ايام التعليق والاضراب، ومن لا يريد فعليه ان يغير مكان عمله".

اليوم إضراب..
وقال د. بالي :"يوم امس الاثنين قال د. ابو كشك انه سيتم صرف راتب اذار ونيسان فور وصول الحوالة ونأمل منكم الصبر، وعليه تم اعلان الاضراب لليوم، وقد تفاجئنا بتعميم من د. ابو كشك حول اعلان النقابة للاضراب وبانه سيتم صرف الراتب، وقد دعا في بيانه جميع العاملين بالحضور للدوام"، مشيرا انه عمم قبل عدة أيام بان من لا يستطيع الحضور الى الجامعة فله ذلك.

وأكدت النقابة انها ضد اي اجراء تعسفي ضد العاملين في الجامعة، وسيتم اتخاذ الاجراءات النقابية في حال اتخاذ اي اجراءات عقابية بحق الموظفين.
المطلوب حل الأزمة..

وقال د. بالي :"لا يمكن ان تتواصل الازمة المالية في جامعة القدس، فكافة الجامعات الفلسطينية قامت بالبناء والتوسع والتطور، بدون أي مشاكل مالية مماثلة"، مشيراً أن عدد موظفي الجامعة من اكاديميين واداريين وحراس وخدمات عامة يصل الى حوالي 1200 موظف.

وأشار د. بالي أنه مع نهاية السنة المالية لعام 2008 بلغ العجز في ميديونية الجامعة 16 مليون دولار، وارتفع عام 2009 ليصل الى 21 مليون دينار، وذلك حسب التقارير المنشورة من قبل ادارة الجامعة، ولم يتم اصدار اي تقارير مالية عن السنوات الماضية، علما أن 93% من الطلبة سددوا اقساطهم للفصل الثاني.

التأثير على مسيرة الطلاب..
وعن رأي طلاب الجامعة قال الطالب اياد محمد طالب هندسة الالكترونية لوكالة معاً ان النقابة تطالب بمطالب عادلة للعاملين والموظفين والادارة لا تستجيب، والطالب هو ضحية، ونفاجأ بالاضرابات، مؤكدا ان معظم الطلبة اكملوا دفع الاقساط الجامعية هذا الفصل.

اما الطالب مجدي محمود فقد قال ان الطالب يدفع ضريبة مضاعفة، نتيجة الاضرابات المتواصلة، ويعاني الطلبة بعد تعليقه من تراكم الامتحانات والمواد عليهم، وفي الوقت ذاته يحق للموظف ان يتقاضى راتبه بانتظام فكل موظف له عائلة وعليه التزامات حياتية مختلفة.

وطالبت الطالبة ايناس العودة تعليق الاضراب وان لا يكون الطلبة هم ضحية الازمة المالية للجامعة،خاصة انهم يلتزمون في تسديد الاقساط المدرسية في الوقت المحدد.